نظرة حول الثقافات كلمة مدير المركز الألباني للفكر والحضارة الإسلامية

لقد تم تأسيس المركز الألباني للفكر والحضارة الإسلامية نظراً للاحتياج إلى معرفة و نشر و توصيل قيم الحضارة والثقافة الإسلامية إلى الأجيال القادمة. و في هذا الإطار، قدم مركزنا – بديناميكيته – مساهمات هامة في مجالات شتى في الثقافة الألبانية والعالمية؛ وفاءً بمهمته الإنسانية. وانطلاقاً من هذه الرسالة، نظم المركز الألباني للفكر والحضارة الإسلامية أنشطة متنوعة جذبت انتباه مجموعة كبيرة من الناس، و قد شهدت المشاركة في أنشطتنا تزايداً، بما في ذلك باحثون من مجلات عديدة و مثقفون من الأوساط الجامعية.

و يجدر بالذكر أيضاً: صلات التعاون الفعالة مع أكاديمية العلوم والمعاهد المتماثلة والجامعات والمكتبات والأوساط الصحافية والجمعيات البحثية والثقافية في الأراضي الألبانية و خارجها. و تهدف جميع أنشطتنا العلمية و ندواتنا و دوراتنا ومؤتمراتنا و حلقاتنا الدراسية إلى أن تكون بمثابة منصة لتقديم المعلومات والمنتجات العلمية الجديدة إلى أشهر الأقلام الألبانية والعالمية. هذا و قد عملت أهم منشوراتنا من: قواميس، و كتب دينية وعلمية وأدبية وتاريخية وفلسفية، و مجلات، و رسائل إخبارية على نقل المعارف إلى القارئ في العديد من المجالات والأبعاد والمستويات المعاصرة، فضلاً عن الرسائل الأخلاقية التي تنقش في قلوب الناس على أفضل وجه.

لقد بُذلت جهود كبيرة تجاه الثقافة الإسلامية الألبانية؛ لتقديم مساهمات و رؤى جديدة حول قيم هذه الثقافة و دورها في المساحات التاريخية؛ لإنشاء ملف البنية الوطنية، و لنستطيع من خلال هذه الثقافة أن نصل إلى وجدان الشعب الألباني. وتشكل الثقافة الإسلامية – بوصفها نظاماً للقيم – جزءاً لا يتجزأ من الثقافة الألبانية و ثروتها المشكّلة عبر القرون.
لقد تحقق التشكيل الروحي للشعب الألباني في تفاعل و وئام تام بين الثقافات، وكان للحضارة الإسلامية دور مهم في توجيه الناس – حسب الزمان والظروف – على العيش في وئام مع بعضهم البعض. فالثقافة والحضارة الإسلامية في الأراضي الألبانية ما هي إلا نتاج لعقول الشعب الألباني أنفسهم و قوتهم الروحية، و كانت محاولة الشعب الألباني في نهضة هذه الحضارة وهذه الثقافة سبباً لنهضة أنفسهم وعالمهم الروحي. هذا و قد استطاعت ثقافتنا أن تجد نقاطاً مشتركة مع ثقافات أخرى، قريبةِ أو بعيدةِ المدى، من الشرق أو الغرب، والتي تشهد مزجاً واختلاطاً في الأراضي الألبانية.

إن رؤيتنا هي عبارة عن النظر إلى الثقافات، لا بعين المصادمة والصراع، بل باعتبارها قيم و مهمات مشتركة؛ كجسور تجمع بين الشعوب، و كرسائل للتفاهم والتواصل بين أفراد المجتمع. هذا وإنَّ الثقافات تساعد الشعوب على العيش في وئام؛ لأنها مؤشرات لمستويات التنمية والحضارة.

إنَّ صوت مركزنا – إلى جانب أصوات أخرى – يتردد صداه في الثقافة الألبانية، ويقرع على الثقافات العالمية. وبالنظر إلى المستقبل والرؤى الجديدة والمعاصرة، فنحن نسعى لكشف القيم المتراكمة، لأنَّ مركزنا الألباني للفكر والحضارة الإسلامية في رحلة دائمة صعوداً نحو القيم العالمية، و لنشر الثقافة كأفضل خدمة مقدمة إلى الناس.

الدكتور/ ارديان موهاي
مدير المركز الألباني للفكر والحضارة الإسلامية.